وزير الشؤون الاقتصادية: "مجموعة التنسيق العربية نموذج للقيم والتكامل في التنمية"

""


احتفلت مجموعة التنسيق العربية مساء الأربعاء 15 أكتوبر 2025 في العاصمة الأمريكية واشنطن باليوبيل الذهبي لتأسيسها، وذلك على هامش الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، في حدث جسد خمسين عاما من العمل التنموي المشترك، ودعم الاقتصادات النامية، وتمويل مشاريع التنمية المستدامة في مختلف أنحاء العالم.

وقد تميزت فعاليات الاحتفالية بكلمة افتتاحية ألقاها رئيس البنك الإسلامي للتنمية، كما ألقى رئيس البنك الإفريقي للتنمية، الدكتور سيد ولد التاه، كلمة باسم الشركاء بينما تم اختيار معالي وزير الشؤون الاقتصادية والتنمية، الدكتور عبد الله ولد سليمان ولد الشيخ سيديا، متحدثا رئيسيا باسم الدول المستفيدة من التمويلات المقدمة من طرف المجموعة، تقديرا لإسهاماته في مجالات الشراكة الدولية والتنمية، ولدور موريتانيا المتنامي في برامج التمويل العربي المشترك.

وفي كلمته بالمناسبة، عبر معالي الوزير عن “خالص التهاني والتقدير لمجموعة التنسيق العربية بمناسبة مرور خمسين عاما من الالتزام الراسخ بدعم التنمية، وتعزيز التضامن، وبناء الشراكات عبر القارات”، مؤكدا أن المجموعة “تحولت إلى قوة رائدة في تمويل التنمية، وفي طليعة الجهود العالمية لمواجهة التحديات ودعم النمو الشامل والمستدام”.

وأوضح معالي الوزير أن المجموعة قدمت في عام 2024 وحده نحو عشرين مليار دولار أمريكي لتمويل مشاريع في أكثر من تسعين دولة، شملت مجالات الطاقة والزراعة والبنية التحتية، مما أسهم في تعزيز الصمود وفتح آفاق النمو على المدى الطويل.

وتطرق الوزير إلى تجربة موريتانيا مع المجموعة قائلا: “لقد نفذنا معا مشاريع أسهمت في تعزيز البنية التحتية، وتوسيع نطاق التعليم والصحة، وخلق فرص جديدة لشبابنا ونسائنا الذين يمثلون عماد مستقبلنا”، مضيفا أن المجموعة تعهدت خلال الطاولة المستديرة الأخيرة في فيينا بتقديم ملياري دولار أمريكي إضافية لدعم برامج التنمية في مجالات الطاقة والمياه والنقل والتحول الرقمي حتى عام 2030.

وأكد معالي الوزير أن مسيرة المجموعة على مدى خمسة عقود تجسّد ثلاثة أبعاد رئيسية للأثر المستدام الذي أحدثته؛ يتمثل أولها في قوة الشراكة التي أثبتت أن الثقة والعمل الجماعي قادران على تحويل التحديات إلى فرص، وثانيها في السعي نحو التنمية المستدامة من خلال تمويل مشاريع الأمن الغذائي والطاقة والتكيف مع التغير المناخي، وثالثها في أهمية الدور الذي تضطلع به المجموعة اليوم بتقديم “نهج فريد قائم على القيم والتنسيق، يشكل جسرا للتضامن والاستقرار، ويساعد الدول النامية على مواجهة الهشاشة، والحفاظ على مكتسباتها، والمساهمة في النمو العالمي”.

وفي ختام كلمته، دعا معالي الوزير إلى “تعزيز رأس المال البشري، وتسريع التحولين الأخضر والرقمي، وتعميق التعاون جنوب–جنوب”، مؤكدا أن الاحتفال باليوبيل الذهبي “ليس فقط لحظة للاعتزاز بالانجازات الماضية، بل فرصة لتجديد التزامنا الجماعي تجاه المستقبل”.

وتجدر الإشارة إلى أن مجموعة التنسيق العربية تأسست عام 1975، وتضم عددا من مؤسسات التمويل العربية والإسلامية، من أبرزها: الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، البنك الإسلامي للتنمية، صندوق أبوظبي للتنمية، الصندوق الكويتي للتنمية، الصندوق السعودي للتنمية، وصندوق الأوبك للتنمية الدولية.

وتعد المجموعة منصة رئيسية للتنسيق بين مؤسسات التمويل العربية، حيث بلغ إجمالي تمويلاتها خلال العقود الخمسة الماضية أكثر من 500 مليار دولار، خُصصت لمشاريع تنموية في مجالات الطاقة والبنية التحتية والتعليم والصحة في أكثر من مائة دولة نامية.